إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ○ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71]
أما بعد فإن الأصل في الرياضة المشروعة التي تنفع ولا تضر ولا يوجد بها محذور شرعي:
أنها للممارسة وليست للمشاهدة.
فاللاعب ينتفع بها بدنياً، أما المشاهد فيقعُ فِي مَحاذير؛ فكيف إن كانت الممارسة تحتوي على مخالفات شرعية؟! فحرمة المشاهدة هنا ليست محل لبس.
وإليك بعض مفاسد المشاهدة، يليها جمعٌ لكلام بعض أهل العلم ممن حذروا من تلك المشاهدة.
مفاسد مشاهدة كرة القدم
1
تفريق الأمة وإشاعة العداوة والبغضاء بين أفرادها بل بين أفراد البيت الواحد وانتشار سوء الخلق والسباب والسخرية والاستهزاء.
2
إهدار الوقت والمال فيما لا ينتفع به الفرد ولا ينتفع به المجتمع بل يعود على المجتمع بأثار سيئة من تعظيم التافه الوضيع الذي لا يفيد. فتختل المعايير فيحتقر من حقه الاحترام ويحترم الوضيع.
3
تضييع الصلوات المفروضة. ومن أحسن ممن يتابعون المباريات ولم يضع الصلاة فينشغل فيها، إن صلها في وقتها ولم يؤخرها عن وقتها. وبدلاً من توفير وقت لعبادة الله بأداء النوافل وقيام الليل يهدر الوقت في مشاهدة المباريات. فأي مفسدة أعظم من ترك ما يرضي الله إلى ما لا ينفع في دنيا ولا دين -إن لم يضر-.
4
تبديد للطاقات. فالله أنعم على الشباب بطاقة يجتهد وينتج بها، وزرع في نفوس الشباب التنافس، فحول أعداء الأمة تلك الطاقات لتفرغ في مشاهدة الألعاب، وتشجيع اللاعبين، والجدال فيما يخص اللعب، وترك تحصيل العلم النافع في الدنيا والاخرة، وترك تحصيل العلم الشرعي والانشغال به، وترك ما يفيد الأمة، والانشغال بما لا ينفعها.
5
كشف العورات والاطلاع عليها، وهو محرم وزاد في تلك الأيام ليس فقط النظر الى عورات اللاعبين بل المشاهدات المتبرجات اللاتي هن أقرب للراقصات.
6
قلب الموازين. فيعظم اللاعب الذي يضيع وقته وعمره فيما لا يفيد بل ما يشغل الناس عن منافع الدنيا والاخرة. وقد يكون جاهلاً او بذيئاً أو متطرفاً أو كافراً. ويتساوى بأفاضل الناس ممن ينفعون الناس في دينهم ودنياهم بل قد يفضل عليهم.
والنفوس تميل للهو وترك الجد؛ فمادام هناك طريق لنيل المجد بلا تعب بل باللعب فلماذا أُجهد نفسي في تحصيل العلم النافع للناس؟! ولماذا أُجهد نفسي في نفع الناس والإنتاج مادمت سأُعظَّمُ باللَّعب؟! فيفشوا الفشل والهزل والإهمال، واللامبالة بالنافع، والاهتمام بالتافه الذي لا يفيد.
7
هذه المباريات والمسابقات هي قمار محرم ومشاهداتها محرمة: لأن المشاهد لم يمتثل أمر الله تعالى باجتناب الميسر. والأمر بالاجتناب أشد من التحريم، فهو يتعدى الامتناع عن ممارسة المحرم إلى البعد التام عنه، فالمشاهد لم يجتنب الميسر بل الأمر يتعدى تلك المعصية هو يمول الميسر ويساعد على بقائه وانتشاره. وخصوصا في هذا العصر الذي سيطرت عليه الاعلانات، فأصبحت الشركات تعتمد على المباريات في الإعلان والترويج، فأصبحت تمول وترعى تلك المباريات. فكلما زادت نسبة المشاهدة زادت الأموال التي تمول الفرق، وزادت أجور الاعبين واستمر ذلك النشاط الفاسد.
فالمشاهد يمول بشكل غير مباشر تلك المقامرات ويُعين على الميسر بل ويساعد على سرقة أموال الناس فمعلوم أن أسعار السلع تحدد طبقا للتكاليف، والإعلانات من تكاليف المنتج، فاللاعبون يأكلون أموال الناس التي أُعلن بها عن طريقهم، والمشاهد الذي يزيد من نسبة المشاهدة يساعد على استمرار ذلك النمط في التسويق.
8
الترويج للقيم الفاسدة الهدامة مثل الشذوذ؛ فالمسابقات العالمية تدعم الشذوذ وتروج له، ويتم ذلك بطرق محتلفة منها لبس شارات الشواذ ورفع أعلامهم وثناء اللاعبين عليهم بل وأن يكون اللاعب المحبوب داعماً لهم أو هو منهم. فهذه المشاهدة باب لتلك القيم الفاسدة المفسدة للمجتمع عقائدياً وأخلاقياً، فإنها جعلت السفلة قدوات للناس وصرفتهم عن الاقتداء بالأفاضل. مما يؤدي لهدم العقائد والأخلاق وقتل الولاء والبراء للأخيار ونشر الفساد والفجور والاقتداء بشرار الناس.
أقوال أهل العلم
1
2
3
4
5
6

7
8