أيها المسلمون غيرتكم على دماء إخوانكم في غزة، وحزنكم على ما يحصل لهم، وعدم القدرة على مساعدتهم والذب عنهم، وغيظ قلوبكم على عدوهم؛ محمود ومشكور، وجزاكم الله خيراً عليه.
لكن احذروا من أن يدفعكم هذا إلى فعل ما حرم الله من تعدي بعضكم على بعض بالقتل، وإتلاف أموال بعضكم، وقدح بعضكم في عرض بعض، وإثارة العداوة والبغضاء فيما بينكم، فهذا لن يخدم إخوانكم في غزة، بل هو في صالح عدوهم يخدمهم ويقويهم.
فكونوا عقلاء حكماء، وسلوا من تثقون بعلمه ودينه من علماء الأمة وأنه يفتي بما يرضي الله عن تصرفاتكم قبل فعلها أحلال هي أم حرام.
ولا تنسوا وجود كتائب وأشخاص من أعداء الإسلام من جهات مختلفة على مواقع التواصل وفي الواقع؛ عملها إثارة الفتن وإيقاع العداوة بينكم بطرق شيطانية خبيثة.
ارحموا العصاة !
لسنا وطنيين ولا قوميين نحن مسلمون نحب في الله ونبغض في الله، نحب فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام ونجاهد بالقول والعمل بما استطعنا لتطهيرها من نجس اليهود المحاربين؛ لأنه بلد مسلم وللمسلمين وسيرجع إليهم إن شاء الله، وهذا ما قاله العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في “حب الوطن من الإيمان”:
“حُبُّ الْوَطَنِ مِنَ الْإِيمَانِ” هذا ليسَ بحَديثٍ، هذا حَديثٌ حادِثٌ، ويُكتَبُ بماء الذَّهَب ويُبروَز بالدِّيباج عند القَومِيِّين، فتَجِد كُتُبهم مَمْلـوءةً بمِثْل هذا «حُبُّ الوَطَنِ مِنَ الْإِيمَانِ» وهل حُبُّ الوطَنِ من الإيمان؟ أبَدًا، بل حُبُّ ما يُحِبُّه اللهُ من الإِيمان، والوطَـنُ إن كان وطَنًا إِسلاميًّا وأَحبَبْتَه لـما فيه من الإسلامِ فهـذا من الإيمانِ لكِـن لا لأنه وطَنُك؛ بل لأنَّه بلَدٌ إسلاميٌّ.
[شرح نزهة النظر ص ٢٦٤-٢٦٥]
الجرأة على الفتوى
ما كنت أظن أن في الأمة هذا القدر وهذه الكثرة من العلماء الراسخين على مواقع التواصل الاجتماعي!! مساكين يغامرون بدينهم، عدد كبير ممن جَوَّزُوا وحرَّمُوا ما يقع اليوم من نوازل، حتى ممن يدعي السلفية! عذره أنه ينزل فتاوى العلماء القديمة على النازلة الحديثة ويدعي أنه لم يُفْتِ! يا هذا مجرد استصحابك لفتوى العالم القديمة وتنزيلها على النازلة الجديدة فتوى واجتهاد ستسأل عنه يوم الحساب، إن كنت ستنشر فاقتصر على نشر كلام العلماء في نفس النازلة لا في غيرها، فالنوازل تختلف الفتوى فيها باختلاف الأحوال والأشخاص والبلدان، ربما تختلف بين ساعة وساعة وشخص وآخر وبلد وآخر.
فاتقوا الله اسكتوا واتبعوا علماءكم الموثوقين قولا وسكوتا في كل حادثة حادثة.
بعض النوازل تحتاج للجنة علمية كبيرة لإصدار فتوى فيها.
بينما كُتّاب الإنترنت جاهزون لإصدارها بجرة قلم أو كبسة زر!