مصدر
﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
[آل عمران:147]
فائدة
ثُم ذَكر قَولهم واسْتنصارهم لرِبَّهم، فقال: ﴿وما كان قولهم﴾ أي: في تلك المواطن الصعبة ﴿إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا﴾ والإسراف: هو مجاوزة الحد إلى ما حُرِّم، عَلِموا أن الذنوب والإسراف من أعظم أسباب الخُذْلان، وأن التخلي منها من أسبابِ النَّصر، فسألوا ربهم مغفرتها. ثم إنهم لَم يتَّكِلوا عَلى مَا بذلوا جُهْدَهُم به من الصبر، بل اعتمدوا على الله، وسألوه أن يُثبَّت أقدامهم عند ملاقاة الأعداء الكافرين، وأن ينصُرَهُم عليهم، فجمعوا بين الصبر وترك ضِدِّهِ، والتوبة والاستغفار، والاستنصار بِربِّهِم، لا جرم أن الله نصرهم، وجعل لهم العاقبة في الدنيا والآخرة.
[تفسير السعدي]