في هذا الدرس
ولنلاحظ ما بدأ به الشيخ وهو تجنُّب سُبل الردى، وهذا فيه إشارة إلى قاعدة عند أهل العلم وهي: (التخلية قبل التحلية) يُخلي القلب والنفس والفؤاد من الأمور الذَّمِيمة، ثم يُدخل فيه الصفات الكريمة والأخلاق الطيبة.
فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
العناوين الرئيسة وجدول المحتويات
مختصر شرح الشيخ [*]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على إِمامُ المرسلين نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، أما بعد‘‘
فهذه منظومة رائعة جداً في بابها، وليت الإخوة الكرام يستغلون فرصة هذه الدورة في حفظ هذه المنظومه فهذا أبلغ في الفائدة وأمكن للفَهْم ولو وُجِدَ بين الإخوةِ شَيْئٌ من التعاون على حفظِ هذه الأبيات عملاً بِقَولهِ تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ﴾ [المائدة:2] فما دُمنا في جلسات نتدارس فيها هذه الأبيات فكم هو جميل بنا أن نتعاون على حفظها، هَذِه وصية أرجو -إن شاء الله- أن تلقى قبولاً لدى الأخوة الكرامِ، وفق الله الجميع.
وقد كتب الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله هذه المنظومة الجميلة وعمره ست وعشرون سنة، كتبها في سن مبكر، بل قبل ذلك، لأن الشيخ رحمه الله ذكر في آخر تعليقه على هذه المنظومة أنه فرغ من شَرحِها والتعليق عليها في اليوم الثالث من شهر شعبان من سنة ١٣٣٣هـ، وقد ولد رحمه الله في أوائل شَهِر مُحرمٍ لسنة ١٣٠٧هـ، فهي قد نظمها وفَرَغَ من شرحها وهو عمره سِت وعشرون سنة، وكتب عليها تعلقياً مفيداً، والشاعر أدرى بشعره ودلالات أبياته وقد علق عليها تعلقيا مُفيداً عظيما من ذاته ونحن إن شاء الله سنقرأ الأبيات مع التعليق عليها وسيكون مني بأذن الله شيئ من التعليق والشرح حول مَضَامين هذه الرسالة العظيمة والمنظومة الفريدة.
المتن (الجزء 1)
الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على محمد وآله وصحبه أجمعين.
هذا تَعليقٌ لَطيفٌ على مَنْظُومتي في السيرِ إلى الله والدار الآخرة، يَحُلُّ مَعانيها ويوضح مَبَانِيها، فإنها قد حَصَلَت على كثير من منازل السائرين إلى الله التي تُوصلُ صاحبها إلى جنات النعيم في جوار الرب الكريم، وتمنعه من عذاب الجحيم والحجاب الأليم.
والله المسؤول -بفضله ومَنِّه- أن يجعله خالصاً لوجهه مُقرِّباً عنده.
بدأ الشيخ -رحمه الله- تعليقه على هذه المنظومة بحمد الله والثناء عليه وبيانِ مقصدِ هذا النظم، وفي أي شيء نَظمه، وأيضاً بيانِ ما سيفعله في هذا التعليق على هذا النظم، فهو يقول -رحمه الله-:
هذا تعليق لطيف على منظومتي في السير إلى الله والدار الآخرة يَحُل معانيها ويوضح مبانيها.
هذا مقصود التعليق: حل معاني النظم وبيان مبانيه، وأيضاً الاستدلال له، وبدأ بقوله مَنْظُومَة السير إلى الله والدار الآخرة، أنا نُريد أن ننتبه هنا الى أمر: ذكر -رحمه الله- السير إلى الله والدار الآخرة، هذه ثلاثة أشياء سيرٌ إلى الله والدار الآخرة.
أهل العلم يقولون أن دعوة الرسل جميعاً ترتكز على ثلاثة أشياء وتدور على ثلاثة محاور:
الأول: معرفة الرب العظيم في بيان أسمائه وصفاته وأفعاله وعظمته وجلاله وكماله، وأنه المستحق للعبادة دون سواه فهذا المقصد الاول والمحور الأول من محاور دعوة الرسل.
الثاني: بيان الطريقة الموصلة إلى الله وذلك ببيان العبادة وأنواعها وشروطها وأركانها و وواجباتها وأفرادها، وما نهى الله عنه، بيان الطريقة الموصلة إلى الله -جل وعلا-.
الثالث: بيان ما أعده الله تبارك وتعالى لِمن سلك هذا الطريق من ثواب عظيم، وما أعده لمن خالفه من عقاب أليم.
فدعوات الرسل ترتكز على هذه المحاور الثلاثة، تعريف بالمعبود، والتعريف بالطريقة المصولة إلى المعبود، والتعريف بما أعده الله -تبارك وتعالى- لمن سلك هذا الطريق، فقوله (السير): هذا الطريق الموصلة إلى الله -تبارك وتعالى- بفعل ما أمر وترك ما نهى، (إلى الله): بمعرفته وأنه المستحق للعبادة وإخلاص الدين له والذل بين يديه والخضوع له والإنكسار، و(الدار الآخرة): باستحضار ما فيها من ثواب أعدَّهُ اللهُ للمتقين، وعِقَابٍ أعدَّهُ الله -عز وجل- للظالمين المعتدين، والمسلم بين عينه هذه الأمور الثلاثة يهتم بها غاية الإهتمام ويعتني بها غاية العِناية.
قال:
فإنها قد حصلت على كثير من منازل السائرين إلى الله.
وذَكر ذلك في المنظومة، حصلت: أي احتوت واشتملت على كثيرٍ من منازل السائرين، ففيه السير إلى الله -جلا وعلا-، وفيه منازل يمر بها السائر، وعندما يقال: "منازِلُ السَّائرين" فإن السير عبر هذه المنارل لا يكون كالسير عبر المنازل الحِسيَّة التي يَسْلُكها الناس في أسفارهم وتنقالاتهم، أرءيت عندما تكون في السفر فإنك تَمُرُّ بمنزلةٍ فإذا انتقلت إلى منزلة أُخرى تَركتَ تِلك المنزلة كاملة، ودخلت في منزلة أخرى، هذه المنازل الحسيِّة؛ يتطلب السير إلى منزلة أخرى ترك المنزلة السابقة، لكن السير هنا يتطلب منك أن تستصحب المنزلة معك في سيرك، فيأتي معنا من منازل السائرين الصدق فأنت مطالب بأن تسير في هذه المنزلة وتجاهد نفسك على بلوغها وتحقيقها وتكميلها والمحافظة عليها، والسير إلى منزلة أخرى وأنت مستصحبٌ معك منزلة الصدق، مُطالب بالسير إلى منزلة الشكر، والسير إلى منزلة الرضا، وإلى منزلة الصبر وإلى منزلة التوبة، فإذا وفقك الله عزَ وجل بمنزلة من هذه المنازل تسعى جاهداً في تحقيق منازل أخرى من منازل السائرين وأنت تستصحب معك هذه المنازل، فلاحظ هذا الفرق بين هذه المنازل العظيمة الموصلة إلى الله تبارك وتعالى وبين ما يكون من حال السائر في المنازل الحسية التي تطلب بُلوغَ مَنزِلَة تَرَكَ أخرى.
ثم هذه المنازل كثر كلام الناس في عددها وترتيبها فبعضهم يقول هي مائة منزلة وبعضهم يقول هي ألف، وبعضهم يجعل لها ترتيباً معين، يقول لا تدخل في المنزلة الفلانية إلا إذا أتيت بالمنزلة الفلانية، ويجعل لها ترتيباً، وكل ذلك كما قال شيخ الإسلام: تَحكُّم لا دليل عليه، فمنازل السائرين عددها الله أعلم به وهي موجودة في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، والترتيبات التي وضعها من كَتَبَ في المنازل ليست ترتيبات مُلزَمة، ومن جعلها ترتيبات مُلزِمة فقد أتى بما لا دليل عليه لا من كتاب ولا سُنة، أما إذا قصد بيان طريقةٍ للسائر يُقرِّبُ له السير ويوضح له معالم السير دون إلزام بهذه قبل هذه هذا لاحرج فيه، ولهذا لما نلاحظ هنا الشيخ -رحمه الله- لما ذَكَرَ المنازل ما فعل مثلما فَعَلَ بعضُ من كتب في المنازل من إلزامٍ بالبدء بكذا قبل كذا، ومن عجيب بعضهم ممن كتب في المنازل أنه بدء في بعض المنازل التي لو أنها جائت متأخرة لم يكن هناك حرج على الإنسان، وذكر منازل متأخرة لا يَصلُح السير بِدُونِها مثل منزلة التوحيد، بعضهم جعلها متأخرة جداً في منازل السائرين، وبدأ بأمورٍ كثيرة قبل التوحيد وهذا من العجائب والغرائب، والصوفية لهم في هذا الباب غرائب كثيرة، والمِنَّة على من هداه الله -عزَّ وجل- للسُّنَّة ووفقه لسلوك سبيلها، وسنرى دِقَّة عِلمِ الشَّيخِ عبد الرحمن السِعدي -رحمه الله- وحُسن تأصيله في هذا الباب وبأي شيء بدأ وما وجه هذه البداية وما سِرُّ البدء بها، ثم كيف تدرَّج إلى بقية المنازل تدرجاً جميلاً، وإشارات نافعة في بيان ما ينبغي أن يكون عليه السائر إلى الله -تبارك وتعالى- من حفظٍ ومحافظةٍ على هذه المنازل.
قال:
قد حصلت على كثيرٍ من منازل السائرين إلى الله، التي تُوصِل صاحبها إلى جنات النعيم في جوار الرب الكريم.
وهذا مقصِد السائر عبر هذه المنازل أو من خلالها أن ينال رضا الله وأن يفوز بثوابه ونعيمه -سبحانه وتعالى- وأن ينجو من عقابه، قال:
وتمنعه من عذاب الجحيم والحجاب الأليم.
وسيأتي أن هذه الأمور الثلاثة التي أشار إليها بقوله: "توصل صاحبها إلى جنات النعيم في جوار الرب الكريم، وتمنعه من عذاب الجحيم"، سيأتي معنا أن هذه أركان للتَّعبُّد لابُدَّ منها في كل عبادة.
قال:
والله المسؤل بفضله ومَنِّه أن يجعله خالصاً لوجهه مُقرِّباً عنده.
وأيضاً نحن نسأل الله -عزَّ وجل- أن يجعل جلوسنا لقراءة هذا الكتاب خالصاً لوجهه، مقرباً عنده.
قال -رحمه الله تعالى-:
علامة مرجعية (1)
المتن (الجزء 2)
واعلم أن المقصود من العبد: عبادة الله ومعرفته ومحبته والإنابة إليه على الدوام، وسلوك الطرق التي توصله إلى دار السلام، وأكثر الناس غَلَبَ عَليهمُ الحِس، وملكتهم الشهوات والعادات، فلم يرفعوا بهذا الأمر رأساً، ولا جعلوه لبنائهم أساساً، بل أعرضوا عنه إشتغالاً بشهواتهم، وتركوه عكوفاً على مراداتهم، ولم ينتبهوا لاستدراك ما فاتهم في أوقاتهم، فهم في جَهلهم وظلمهم حائرون، وعلى حظوظ أنفسهم الشاغلة عن الله مُكِبُّون، وعن ذكر ربهم غافلون، ولمصالح دينهم مُضيعون، وفي سُكرِ عشق المألوفاتِ هائِمون ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر:19]
ولم ينتبه من هذه الرقدة العظيمة، والمصيبة الجسيمة إلا القليل من العقلاء، والنادر من النُّبلاء، فعلِموا أن الخسارة كل الخسارة الإشتغال بما لا يجدي على صاحبه إلا الوبال والحرمان، ولا يعوضه مما يؤمِّل الإ الخسران، فآثروا الكامل على الناقص، وباعوا الفاني بالباقي، وتحملوا تعب التكليف والعبادة، حتى صارت لهم لذةً وعادة، ثم صاروا بعد ذلك سادة، فاسمع صفاتهم وأستعن بالله على الإتصاف بها.
ثم أخذ الشيخ -رحمه الله- يبين أحوال الناس في المنظومة، والشيخُ يُبيِّنُ غفلة الناس عن هذا المقام العظيم والمكانة الرفيعة، فيقول: إن المقصود، مقصود الخليقة: عبادة الله ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] فالله -عزَّ وجل- أوجدَ الجن والإنس ليعرفوه وليعبدوه، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ [الطلاق:12]
فالناس خُلِقوا ليعرفوا الله وليعبدوا الله، لكن ما شأن الناس مع هذا الذي خُلِقوا له ووجدوا لتحقيقه؟، وما مدى اهتمامهم به وما مدى عنايتهم به؟، الشيخ يقصد حال الناس أو حال كثيرٍ من الناس مع هذا المقصد الذي خُلِقوا لأجله، فيقول رحمه الله :
واعلم أن المقصود من العبد عبادة الله ومعرفته ومحبته والإنابة إليه على الدوام، وسلوك الطريق التي توصل إلى دار السلام.
هذا هو المقصود، فما حال الناس مع هذا المقصود؟، قال:
وكثيرٌ وأكثر الناس غلب عليهم الحِس وملكتهم الشهوات والعادات.
هذا حال كثير من الناس غَلَبَ عليهم الحِس، يعني الأمور المُشاهدة المحسوسة والمتع والملاذُّ المُعايَنَة التي يراها، فاشتغل بالمحسوس ونَسِيَ الأمر المغيب، نَسِيَ النعيم المقيم، نسيَّ أيضاً العذاب الأليم الذي أعده الله تبارك وتعالى لمن خالف أمره، فانشغلوا بالمُتع والملذات والصوارف عما خُلِقوا لأجله وأوجدوا لتحقيقه، فتجد حال كثيرٍ من الناس مُكباً على شهواتِه، منهمكاً في ملذاته، منطلقاً في الملهيات ناسياً الأمر الذي خُلقَ له، بل إن بعضهم لا يذكر الله عزَّ وجل إلا إذا أُصيب بمصيبةٍ جَلل وحادثةٍ عظيمة أو مرضٍ شديد يَلتفت حينئذ وتوجد عنده شيءٌ من اليقظة، أما ما دام صحيحاً معافى فهو مُكبٌ على الملذات والشهوات غاية الإنكباب منهمكٌ فيها غاية الإنهماك.
قال:
أكثر الناس غلب عليهم الحِس وملكتهم الشهوات والعادات فلم يرفعوا بهذا الأمر رأساً.
ما هو هذا الأمر؟ العبادة التي خُلِقوا لأجلها وأوجِدوا لتحقيقها.
ولا جعلوه لبنائهم أساساً.
إذ هم منصرفون تمام الإنصراف عن هذا الأمر العظيم:
بل أعرضوا عنه إشتغالاً بشهواتهم، وتركوه عكوفاً على مراداتهم، ولم ينتبهوا لاستدراك ما فاتهم في أوقاتهم، فهم في جَهلهم وظلمهم حائرون، وعلى حظوظ أنفسهم الشاغلة عن الله مُكِبُّون، وعن ذكر ربهم غافلون، ولمصالح دينهم مُضيعون، وفي سُكرِ عشق المألوفاتِ هائِمون.
نسأل الله -عزَّ وجل- أن يسلمنا وإياكم، هذه حال كثير من الناس، والله يقول: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13] ويقول: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف:103]، وقال:
﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر:19].
ثم أخذ يبين حال من كتب الله لهم السعادة وسلك بهم سبيله المستقيم وطريقه الواضحة، وهم السعداء من عباد الله، قال:
ولم ينتبه من هذه الرقدة العظيمة، والمصيبة الجسيمة، إلا القليل.
تأمل قول الشيخ: "لم ينتبه من هذه الرقدة" حالُ كثيرٍ من الناس أنه في رقدة، ولهذا كثير ممن كتب في منازل السائرين يجعلون أول منزلة للسائر اليقظة، أن يستيقظ قلبه من هذه الرقدة، إذا حصل للقلب هذه اليقظة يبدأ يتفكر، تبدأ الإنابة، التوبة، الإقبال على الله -عزَّ وجل-، لكن متى تستيقظ القلوب؟ متى تذهب عن القلب رقدته؟ حال كثير من الناس أن قلبه في رقدة، رقدةٍ عما خُلِق له و وُجِدَ لتحقيقه، وابن القيم -رحمه الله- لما تكلم عن منازل السائرين ذكر أول منزلة: منزلة اليقظة لهذا السبب، لا أنه لا سير إلا بدءً بها؛ وإنما لبيان أنه الذي يحصل، القلوب راقدة، وإذا كتب الله له سلوك طريق السعادة استيقظ القلب، وفعلاً يُحسِّ كثيرٌ من هؤلاء أنه كان نائماً فاستيقظ، حتى أن بعضهم يصرح ويقول، كنتُ في رقدة، كنتُ في نومة، كنتُ في غفلة، قد يمر بعض أهل هذه الرقدة على طلاب علمٍ في مجالسِ علم، فيُشفِق عليه، ويرأف به ويعدهم من السُذج المساكين، ويمشي وهو في رقدته عن الخير الذي ساقه الله تبارك وتعالى لهؤلاء وهداهم إليه، فأول ما يكون اليقظة، يستيقظ القلب من سُباته، ويقوم من نومه، إذا وجدت هذه اليقظة تبدأ المعارف الأخرى والمنازل المباركة تتوالى على القلب شيئاً فشيئاً.
قال:
ولم ينتبه من هذه الرقدة العظيمة، والمصيبة الجسيمة إلا القليل من العقلاء، والنادر من النُّبلاء.
كما قال الله: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13]
كيف حصلت لهم هذه اليقظة والإنتباه؟ بمنة الله عليهم، قال:
علِموا أن الخسارة كل الخسارة الإشتغال بما لا يجدي على صاحبه إلا الوبال والحرمان.
يعني وُجد عندهم هذه القناعة، أن أعظم خَسارة أن يشتغل الإنسان بما لا يجدي على صاحبه إلا الوبال والحرمان، مثل من يُكبّ والعياذ بالله على غَشيان المُحرمات وفعل المعاصي والذنوب، يتلذذ بها، ويقضي بها وطره، ويستنفذ فيها شهوته، ويركض فيها وراء ملذاته رَكْضَ الحيوان البهيم، هذا يسير في أعظم خسارة وفي أعظم حرمان، بينما هؤلاء السعداء المُوفَّقون انتبهوا وعلموا أن الخسارة كل الخسارة أن يشتغل الإنسان بأمر لا يُحصل منه إلا الحرمان، كما قال القائل:
تفنى اللَّذَاذَةُ مَمَن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الخزي والعار
ينهمك في ملذاته وفي شهواته، ثم ماذا؟ الشهوة واللذة في حينها تنقضي وفي وقتها تنتهي، لكن تبقى عواقب تَتْبع هذه الشهوات التي انهمك فيها الإنسان عواقب سوء وخزي، عقوبة من الله - عز وجل - إما معجلة أو مؤجلة، وكم لهذه المعاصي من الآثار السيئة والنتائج المؤلمة والأمراض الشديدة على أصحابها في الدنيا والآخرة، فهؤلاء العقلاء علموا أن الخسارة كل الخسارة الاشتغال بما لا يجدي على صاحبه إلا الوبال والحرمان، ولا يعوضه مما يُؤَمِّل إلا الخسران، هو يؤمل من وراء ما يسعى إليه أن يحصل سعادة وأن يفوز بلذة وأن يظفر بهناءة عيش، وهيهات أن يكون ذلك كذلك، والله جل وعلا يقول: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ○ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [طه:123-124] هيهات أن تكون عيشةً هنية وراحة وطمأنينة بمعصية الله وفعل ما يُسخطه، يقول الله -عز وجل-: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ﴾ [طه:2] أي أنزلناه إليك لِتسعَد، فالسعادة بالقرآن في طاعة الله، وفي البُعد عما حرم الله، وتَركُ ذلك فيه الشَّقاء، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل:97] هُنا فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طيبة، فماذا تكون حياته من لم يكن كذلك؟ فالضد بالضد (الوبال والحرمان).
قال:
ولا يُعَوِّضُه مما يؤمل إلا الخسران.
لما علموا ذلك، ماذا وجد عندهم؟
قال:
فآثروا الكامل على الناقص.
يعني آثروا اللذة الكاملة والسعادة الكاملة والراحة الكاملة والعيش الكامل على الناقص، وهذا عين العقل، وأين العقل إذا كان الإنسان يؤثر لذة تفنى في لحظة ويبقى من وراءها عقوبات وعقوبات، أين العقل؟ العقل حقيقة فيمن يُؤثر اللذة الكاملة الباقية على اللذة الصَّغيرة الفانية، وهذا معنى قول الله تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ [العنكبوت:64] يعني الحياة الحقيقية واللذة الحقيقية والعيش الحقيقي في الدار الآخرة.
قال:
فآثروا الكامل على الناقص، وباعوا الفاني بالباقي.
الفاني: أي الملذات الفانية التي حرمها الله -عز وجل- عن عباده ونهاهم عنها.
الباقي: ما في الدار الآخرة. ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ [الأعلى:17] يعني خير مما في الدنيا، وأبقى: يبقى للإنسان دائماً مستمراً، أما مَلَاذُّ الدنيا فليس فيها خيرية ولاسيما المحرمات، غير أنها زائلة.
وتحملوا تعب التكليف والعبادة.
يعني صبروا في طاعة الله وجاهدوا أنفسهم في السير إلى الله عملاً بقوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[العنكبوت:69]
حتى صارت لهم لذة وعادة.
وهنا انتبه لفائدة شريفة ينبه عليها الشيخ رحمه الله، عندما يدخل السائر إلى الله ويكون في بداية السير وفي أول الطريق يجد أن العبادة ثقيلة من أثقل ما يكون، فإذا استمر في السير وصبر وصابر ورابط واستعان بالله تبارك وتعالى تحوّل هذا الثقيل إلى لذيذ، تحول هذا العبء الذي كان يعده عبئاً إلى راحة، أليس النبي ﷺ يقول: "جُعلت قرة عيني في الصلاة" [1] ويقول: "أرحنا بالصلاة يا بلال" [2] ففيها الراحة، فيها قرة العين، بينما الذي في أول الطريق يجد أن هذه العبادة ثقيلة عليه وشاقة ومتعبة ومجهدة، وربما يتململ منها بينما الموفّق الذي وفقه الله - عز وجل - وقطع شوطاً في السير يبدأ يُحِسُّ براحة ولذة وهناءة وقرة عين وطمأنينة قلب في طاعة الله -عز وجل- والتقرب إليه.
ثم صاروا بعد ذلك سادة.
يعني بطاعة الله وامتثال أوامره، وهذه السيادة الحقيقة في طاعة الله.
قال:
فاسمع صفاتهم، واستعن بالله على الاتصاف بها.
الآن الشيخ -رحمه الله- سيذكر لك صفات هؤلاء السعداء وينبهك على أمرين، حري بك وأنت تريد الخير لنفسك أن تُعنى بهما غاية العناية.
الأمر الأول: يقول لك (اسمع صفاتهم) وسماع عن سماع يختلف، اسمع سماع المنصت المنتبه، سماع من يريد الفائدة، يريد الخير لنفسه، يريد التقرب إلى ربهِ، ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37] ولهذا السماع يختلف، هناك سماع عن فهم، وهناك سماع عن قبول واقتناع، وهناك سماع عن جد وعزيمة صادقة في العمل، وهناك سماع لمجرد الاطلاع، ومزيد المعلومات وتمضية الأوقات، الناس يتفاوتون في السماع، فالمطلوب أن يَقصِد السامع من وراء سمعه نفع نفسه وبلوغ المنازل العالية والرتب الرفيعة.
الأمر الثاني: قال: (واستعن بالله) يعني اطلب من الله عز وجل أن يعينك على تحقيق ذلك، والأمر بيده سبحانه وتعالى ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:21] فاطلب العون منه فهو نعم المولى ونعم المعين -سبحانه وتعالى- وقد كان الصحابة يرتجزون كما في صحيح البخاري ويقولون:
لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا *** وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا [3]
وكان ﷺ يقول لمعاذ بن جبل: "يا معاذ إني أحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [4]
هذه المنازل التي ستقرأها – بإذن الله - وستراها وستعرف قيمتها إن لم يكتب لك الله عوناً على فعلها ما تستطيع أن تفعل منها ولا واحدة، فعليك بالصدق مع الله في طلب العون منه أن ييسر لك فعل هذا الأمر وأن يذلله لك وأن يعينك عليه، كما قال الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] وكما قال تعالى: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود:123] وكما قال ﷺ: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله" [5] فما أعظمها من وصية وما أجله من تنبيه حري بنا جميعاً أن يكون منا على بال ونحن نقرأ هذه المنظومة والتعليق عليها.
علامة مرجعية (2)
المتن (الجزء 3)
سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى
وَتَيَمَّمُوا لِمَنَازِلِ الرَّضْوَانِ
هذا هو أصل طريقهم وقاعدة سير فريقهم:
هذا البيت الأول من هذه المنظومة النافعة، يقول فيه الشيخ رحمه الله:
سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى
وَتَيَمَّمُوا لِمَنَازِلِ الرِّضْوَانِ
هذا هو أصل طريقهم وقاعدة سير فريقهم.
السائرون إلى الله عز وجل يسيرون على قاعدة، أصل هذه القاعدة وأساسها أمران، الأول: تجنّب سبل الردى، والثاني: (تَيمُّم / التوجه) السير نحو منازل الرضوان، فهما أمران لابد منهما للسائر؛ أن يتخلى ويبتعد ويُجانِب كُلَّ أمر يودي به إلى الرَّدَى، وفي الوقت نفسه يجاهد نفسه على بُلوغ مَنازل الرِّضوان.
إذا هو ترك للحرام وفعل للطاعات، تَركٌ للمعاصي والمنكرات وإقبال على الفرائض والواجبات والمستحبات، تَركٌ للأخلاق الرذيلة والصفات الذميمة والنُّعوت السافلة، وإقبال على الأخلاق الكريمة والأوصاف الجميلة والنعوت الطيبة، بُعد عن سفاسف الأمور ورذيلها، وإقبال على جميل الأمور وحسنها، يَتَخلّى عن كل ذميم ويُقبل على كُلِّ أمر حميد، هذه قاعدة يسيرون عليها، بُعدٌ عن القبائح وإقبال على المحاسن، هذا أصل السير وقاعدته التي عليها يُبنى.
ولنلاحظ ما بدأ به الشيخ وهو تجنُّب سُبل الردى، وهذا فيه إشارة إلى قاعدة عند أهل العلم وهي: (التخلية قبل التحلية) يُخلي القلب والنفس والفؤاد من الأمور الذَّمِيمة، ثم يُدخل فيه الصفات الكريمة والأخلاق الطيبة، وهذا يأتي في القرآن كثير ، التخلية قبل التحلية، ومن ذلك قوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد:19] النفي قبل الإثبات، ومثل قوله: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ﴾ [البقرة:256] وقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11] ونظائر هذا في القرآن كثيرة جداً، وإذاً على السائر إلى الله - تبارك وتعالى - أن يتنبه إلى هذين الأمرين: مجاهدة النفس على ترك كل قبيح والبعد عن كُلِّ وصف ذميم وفي الوقت نفسه يُجاهد نفسه على فعل المحاسن والأعمال الفاضلة والطاعات المقربة إلى الله -جل وعلا-.
وأيضاً تأمل قوله (سبل الردى) لتعلم من خلال ذلك أن الردى ليس له سبيل واحد وإنما هي سبل كثيرة، كما في الحديث: أن النبي ﷺ خط خطاً مستقيماً و وضع على جنبتي هذا الخط خطوطاً وقال هذا سبيل الله وهذه سبل وعلى كُلِّ سبيل شيطان يدعو إليه، فَسُبل الردى كثيرة، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام:153] [6] فسبل الردى كثيرة، وسبيل الخير وطريق الخير الموصل إلى الله -تبارك وتعالى- طريق واحد، ولهذا جاء في حديثٍ ثابتٍ عن النبي ﷺ أخرجه الإمام أحمد في المسند وغيره وأفرده ابن رجب -رحمه الله- في رسالة قيمة شرح فيها هذا الحديث أن النبي ﷺ قال: "إن الله ضرب مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي هذا الصراط سُوران -يعني جداران- وفي السورين أبواب، وعلى الأبواب ستور مرخاة -ستائر على الأبواب- وفي أول الصراط داع يدعو إليه: يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا، ومنادي ينادي من فوق الصراط: يا عبد الله لا تفتح الباب فإنك إن تفتحه تلجه، ثم بيّن هذا المثل ﷺ قال: "أما الصراط المستقيم فهو الإسلام، وأما الجداران فحدود الله وأما الأبواب المفتحة التي عليها ستور مرخاة فهي محارم الله" [7]، وانظر هنا أبواب مفتحة على يمين الصراط من يمينه ومن شماله، والباب ليس له باب يُغلق ولا مفتاح مما يَدلُّك أن الدخول في طريق المعصية لا يُكلف الداخل شيئاً، مجرد ستارة يدفعها ويدخل، لا يُوقِفه بَاب، فلا يبحث عن مِفتاح له، وإنما هي ستارة خفيفة يدخل ويدفعها دفعاً يسيراً بكفه وهو داخل، بمعنى أن دخول الإنسان إلى المحرمات وولوجه فيها لا يأخذ منه وقتاً ولا يكلفه جُهداً، فترى الإنسان ماشياً على الصراط المستقيم وفجأة يَدخُل في طريق منحرف -نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على صراطه المستقيم-، فالله سبحانه يقول: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم:27] ، قال: "والداعي في أول الصراط كِتابُ الله"، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ [الأنعام:153] "وأما الداعي من فوق الصراط فهو واعظ الله في قلب كل مسلم"، وهذه مِنَّةٌ من الله -سبحانه وتعالى- لعبده المؤمن، تجد أن المؤمن حسن الإيمان إذا دخل في طريق معصية يجد شيئاً يَحزُّ في قلبه أو ألماً، وهذا الألم لا يستمر معه إذا استمر في المعصية بل تذهب مع الوقت، لكنه ما دام على الإيمان وعلى الخير، مُجرَّدُ ما أن يَنحَرف يَجدُ شيئاً من ذلك، هذا واعظ الله في قلب كل مؤمن، وحري بالمؤمن أن يحافظ على هذا الواعظ الذي في قلبه ولا يتلفه بالرّان، ﴿كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين:14] يغطي على قلبه ما يكسب من معاصي.
(سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا) لاحظ بداية الشيخ بقوله (سَعِد) وسيذكر لك كما ستلاحظ أوصاف هؤلاء ، فهم كذا وهم كذا إلى نهاية النظم وهو يعدّد لك أوصاف هؤلاء، فإذا هذه المنظومة في السير إلى الله والدار الآخرة، وأيضاً إن شئت أن تقول هذه منظومةٌ في صفات أهل السعادة، لذلك استهل بقوله (سَعِدَ الَّذِينَ) وهذا من براعة الاستهلال، (سَعِدَ الَّذِينَ) وبدأ يذكر صفاتهم إلى آخر النظم، إذاً هذه أوصاف السُّعداء، فمن اتصف بهذه الصفات وتحلى بهذه النعوت الطيبات فهو من أهل السعادة حقاً، والشيخ -رحمه الله- له رسالة قصيرة وجميلة للغاية أنصح بقراءتها، عنوانها: "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة"، وسترى فيها من جمال البيان وحسن الإيضاح لأسباب السعادة ما قد لا تراه في مكان آخر، وسيأتي عن هذه الرسالة شيء من الحديث في بداية درسنا القادم إن شاء الله، ونقف هنا، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.